السبت، 31 يناير 2009

رحلة

طلعنا امبارح رحلة ..

طبعا مش هحكي تقرير عن الرحلة زي مواضيع التعبير في المدرسة وأقعد أقول " تجمعنا الساعة 7 في انتظار الأتوبيس وقام المشرف بتنظيم الصفوف وركبنا الأتوبيس في سعادة وأمل في رحلة سعيدة تتوج مجهود عام كامل من التعب والجد في الدراسة ويمحو أثر المش عارف إيه " عشان احنا مش في مدرسة يا جدعان .

رحنا أول حاجة الأهرامات .. نزلنا ومشينا شوية كده وقلنا نروح نركب خيل .. جميل .. ركبنا خيل .. وطلع حظي في حصان من النوع اللطيف يبدو إنه كان مستعجل باين أو حب يرجعني بدري .. قعد يجري - الوغد - طول الطريق وأنا قاعد أشد اللجام ويا حبيبي اهدا وهجيبلك حاجة حلوة .. مفيش فايدة .. بقية الأولاد كانوا بيحقدوا عليا عشان كنت راكب حصان بيجري وأنا كنت بحقد عليهم عشان راكبين احصنة زي الناس .. بس عرفت إن الحصان بتاعي مكانش سيء لهذه الدرجة لما واحد زميلي حصانه وقعه عالأرض وقعد يتمرمغ في الأرض ويعمل حركات عجيبة - أعني الحصان طبعا - وحصان تاني بتاع واحد زميلي اكتشف إن الوقت بتاع ركوبه هو الوقت المناسب للتبول .. دفعت في الموضوع ده 15 جنيه .. وأنا مش زعلان عالفلوس بقدر ما أنا معجب بالراجل اللي بيأجر الاحصنة دي .. الراجل قال لنا تاخدوا الرحلة الكبيرة اللي بعشرين ولا الصغيرة اللي بعشرة .. قلناله الصغيرة .. قال ماشي .. وركبنا الخيل .. بعد ما ركبنا جه وقال لنا نحاسبه دلوقتي عشان هو هيرجع .. حاسبناه .. قعد يقنعنا إننا ناخد الكبيرة وإزاي إنها هنلف فيها براحتنا وهنطلع الصحرا ثم بعبقرية " ها هتاخدوا الكبيرة زي زمايلكوا ولا هتاخدوا الصغيرررة " وهو تكنيك عبقري يشعرك بالضآلة ويخليك متتكلمش .. أتذكر أنا مرة بعد ما حلقت عند الحلاق اديته عشرة جنيه فكان معايا زميلي استكتر المبلغ وقعدنا نسأله عن سعر الحلاقة ولو عمل ايه يبقى بكام وكده .. رد علينا " إن ده رزق والزبون هو اللي بيقدّر وإنه مبيتكلمش في السعر غير لو الزبون دافع أقل من المطلوب .. يعني مثلا لو جه زبون عملتله شغل في شعره بـ50 جنيه ودفعلي 25 فهقول له إن ده قليّل" .. شفت المثال 50 جنيه وإداله 25 .. إذن عليك انت أن تصغي وتصمت أيها الضئيل ياللي بتتكلم في اتنين تلاتة جنيه .. يالعبقرية هؤلاء الرجال !!

المهم خدنا الكبيرة بعد ما حسبهالنا بـ15 ورجع الراجل ومشينا شوية ولقينا الواد بيقول لنا نرجع .. سألناه أمال الناس اللي هناك دي ايه مش احنا واخدين الكبيرة ؟ قال دول دافعين 30 جنيه يا عم وراح مرجّعنا ..

سمّه نصب كما شئت .. ولكني لا أستطيع أن أخفي اعجابي وانبهاري .. ده راجل خد مننا 90 جنيه في ربع ساعة من غير ما يبذل أي جهد .. شغل دماعه بس

في حاجة كمان عجبتني في المنطقة عاملين للسياح حفرة كده عشان يرموا فيها فلوس ويبدو أن هناك من يقنعهم بأن هذا قربان للإله رع أو سبيل لحلول بركة الإله آمون .. وطبعا حاطين أسياخ حديد بالعرض فوق الحفرة عشان محدش من الأوغاد ينزل ياخد الفلوس .. الفلوس دي طبعا للإله رع الحقيقي اللي بيلمها آخر اليوم

دول ناس عرفوا إزاي يشغلوا دماغهم صح .. بص للراجل بتاع الأحصنة ده وبص للراجل البائس اللي عنده حصان هنا تأجره منه بخمسة جنيه باين وبيجيله زبونين في اليوم ولتبدي انبهارك وإعجابك معي بالرجل الأول

بعد كده رحنا معرض الكتاب .. كان الوقت ضيق فكنا بنتحرك بسرعة وبنروح على دور معينة بس .. جبت رواية اسمها عزازيل ودي كنت سامع عنها خير قبل ما أروح .. وكذا كتاب مقالات لأحمد رجب ومحمود السعدني وتامر أحمد ومحمد هشام .. وشوية كتب من سور الأزبكية

محمد هشام كان عامل حفل توقيع فمضيت منه كتابه اللي اشتريته وكتب لي ( العزيز حسام غانم خالص تقديري ويارب لا تكون ممن لديهم الحالة ميم ) الحالة ميم هو اسم الكتاب طبعا .. وكان فيه حفل توقيع تاني في دار الشروق للكاتب أسامة غريب .. فكرت إيه السر في موضوع حفلات التوقيع ده ؟ وإيه سر فرحة الواحد لما يتمضى كتابه ؟

سر الفرحة طبعا مش إنه معجب بإمضاء الكاتب على كتابه ولا إنه سعيد إن الكاتب بيقول له " مع تحياتي " أو " خالص تقديري " .. لأ .. هو سعيد لأنه سيكون معه كتابا موقعا من الكاتب يريه لأصدقائه .. إنها ثقافة التفاخر .. لماذا يا صديقي تهرع لالتقاط الصور مع تلك السائحة الشقراء ؟ .. بل لماذا (تتصور) أصلا ؟ .. هل السبب كله كي تجمع ذكرياتك الجميلة في ألبوم، أم أن هناك جزءا من التفاخر وشوف أنا سافرت هنا وهنا واتصورت مع ده وده .. من طراز أنا أكثر منك مالا وأعز نفرا

بعد كده رحنا ملاهي سندباد ولعبنا شوية .. وبعدها طلعنا رحلة نيلية و..

" صعد الطلاب الأتوبيس في سعادة شاعرين بعظمة التاريخ الفرعوني العريق سعداء بما اشتروه من كتب تنمي علمهم وتثري ثقافتهم "

الاثنين، 26 يناير 2009

كرة يد

بقالي كام يوم قاعد بتفرج على كرة يد !!

ميزة كرة اليد - أو عيبها مش متأكد - إنها بتعتمد على النفس الطويل في اللقاء واللي يلعب حلو يكسب .. مش زي كرة القدم ممكن فريق يكسب بغلطة أو بهجمة مرتدة .

بطولة العالم .. مقامة في كرواتيا .. ومنتخبنا الله يباركله خلاص جابلي الضغط !!

مصر في كل الماتشات بتيجي في أول الماتش وتبقى مغلوبة بفرق تلاتة أربعة وتفضل طول الماتش متأخرة .. ونقعد احنا بقى نحسب الفرق .. ونشجع .. ويلا يا ولاد الفرق أربعة نقطع الكورة دي ونجيب هجمة مرتدة .. تيجي الكورة جاية جون .. خلاص مش مشكلة الفرق خمسة يلا شوط يا حسين .. نايس يا ولد .. نصدّ دي بقى .. يلا يا نقيب .. جامد يا ابني .. باصي على طول يلا .. أيوة يلا يا أحمر .. أوباااا رمية جزاء .. لازم دقيقتين بقى .. نايس يا حكم .. نجيب دي يا حسين .. ياااه حرام عليك .. يلا يا جدعان .. اللعيب ده لوحده ليه ؟ .. يا جدعان دافعوا زي الناس الله يكرمكوا .. باصي للجناح .. حلوة يا ولد .. لااااا يا حكم مش دايس عالخط .. يا رب الكورة دي تضيع ....

وهكذا على ما الماتش يخلص يكون الواحد جاله الضغط فعلا !!

الواحد بييجي على آخر الماتش كده واحنا مغلوبين بتلاقي عندك أمل بطريقة عجيبة .. اللي هو إن شاء الله يا رب دلوقتي الفرق ستة وفاضل تلات دقايق .. يبقى ميجيبوش اجوان واحنا منضيعش ولا كورة بقى .. وبعدين يجيبوا فينا جون تقول يوووه خلاص ميجيبوش تاني بقى.

يمكن الطريقة دي بتحصل في الكورة .. بس مش في الماتش نفسه .. لأ .. في طريقة حساب النقاط في جدول الدوري .. يعني بما إن أنا زملكاوي بتيجي عالآخر برضه وتقعد تحسب حاجات عجيبة .. شوف لو احنا فزنا كل الماتشات الجاية والأهلي طبعا هيتغلب مننا ومن الاسماعيلي .. وممكن يتعادل مع الترسانة والمصري بقالهم فترة كويسين .. وربنا يسهل ويخسر كمان من المقاولين ونبقى كده الأول !! الواحد يتبسط بالحسبة دي ويخش ينام عشان يصحى يلاقي الزمالك اتغلب من المحلة !!

من الأمراض .. يمكن كرة اليد تقدر تجيب الضغط من التوتر اللي في الماتش .. إنما القدم يمكن مناسب ليها أكتر السكتة القلبية مع الهدف المفاجئ سواء ليك أو عليك.

ربنا يحمينا كلنا من الضغط والسكتة الـ....

استنوا .. قشطة دي مصر جابت جون وبقى الفرق خمسة ..

يا مسهل ..

الثلاثاء، 20 يناير 2009

كبدة حمار

واحنا بناكل مرة عند أصالة لفت نظري في قايمة الأسعار عبارة بتقول كشري بالكبدة يضاف 1 جنيه وعبارة أخرى بتقول كشري بالفراخ يضاف 6 جنيه .. استغربت جدا لهذا التفاوت في الأسعار مع إن كيلو اللحمة المفروض أغلى من كيلو الفراخ .. تلاقي هنا سعر الفراخ قد اللحمة 6 مرات .. ايه تفسير الموضوع ده ؟ أكيد إن المحل بيجيب أسوأ نوع كبدة وهي كبدة الحمار رخيصة الثمن .. بينما الفراخ - للأسف - مهما كانت سيئة ومصابة وكل حاجة فهي في النهاية فراخ فراخ وليست فراخ حمار .
سألت أنا طب ايه بقى اللي يعرفني اللحمة النضيفة من لحمة الحمار ؟
قالولي لو انت بتاكل في محل نضيف بيبيعلك سندوتش الكبدة بـ 8 – 9 جنيه تبقى لحمة نضيفة بس لو بتاكل في محل رخيص السندوتش بجنيه تبقى لحمة حمار على قد فلوسك .
حلو طيب اش ضمنّي إن السندوتش أبو 8 – 9 جنيه ده مش لحمة حمار .. على أساس إنه بدل ما يكسبله في السندوتش 4 – 5 جنيه يكسبله 7 – 8 جنيه ؟
قال لي إن محدش بيعمل كده وإن أنا عندي انعدام ثقة ...
يا خبر أبيض انعدام ثقة !! متكلمنيش عن الثقة الله يخليك .. طبعا عندي انعدام ثقة ..
يا حبيبي احنا في بلد انعدام الثقة ..
مصر لما طلع في دماغها موضوع الخصخصة وبيع القطاع العام قعدت تقنع الناس إن الخصخصة هي الحل وهتدخل فلوس بالهبل للدولة وهتسد الديون .. كبدة نضيفة يعني .. وتلاقي القطاع العام بيتباع بعشر تمنه عشان يستفيد من الموضوع ده اتنين تلاتة .. تبقى كبدة حمار !!
لما يسمحوا بدخول عشرات الآلاف من التوك توك في صفقة بيزنس تاريخية .. ثم بعد أن يبيعوه يكتشفوا أنه غير ملائم للشوارع المصرية وأنه خطر عالمرور .. إذن هي كبدة حمار !!
لما تطلع في دماغهم فجأة أمن وسلامة السائقين .. ويطلّعوا قانون يلزم بوجود شنطة الاسعاف والمثلث المضيء .. ثم تجد أن ثمنها حوالي 300 جنيه وأن هناك شركة كبرى قامت بتجهيز الكلام ده للناس وانت مضطر تشتري .. يبقى شغل اتفاقات وبيزنس وكبدة حمار !!
لما تلاقي الريس يعمل تعديل في الدستور عشان يبقى فيه انتخابات رئاسية .. ثم يضع شروطا للترشيح لا تنطبق على أحد .. تبقى كبدة حمار !!
لما يطلع الريس بالفم المليان يقول لا للتوريث .. ثم تجد ابنه رئيس لجنة الشباب بالحزب الوطني .. ثم - بعد عمر طويل - يصبح هو الرئيس الجديد بعد مظاهرات تأييد شعبي حاشدة .. اسمحلي .. فهي كبدة حمار !!
لما تلاقي الدولة الحنونة العادلة بتقول لك تعالى يا حمادة خد نصيبك من أملاك الدولة .. فلتتوجس يا عزيزي .. فإن نصيبك بالتأكيد سيكون سهما في أكثر شركة خاسرة .. لماذا ؟ .. لأنها كبدة حمار !!
يا عزيزي لا تتحدث عن الثقة أرجوك .. فأنا غير مستعد لأن أصدق أن هناك مكانا واحدا في مصر يبيع كبدة عادية مهما كان عدد مفتشي الصحة عليه .. فهم بالتأكيد مرتشون .
بل إنك يا عزيزي لو جئت لي بالفرخة .. ورأيتها أمامي .. ورأيت جناحين وصدر وورك .. فإنني - في هذا البلد - متأكد تماما أنها فراخ .. حمار !!

السبت، 17 يناير 2009

رجل المستحيل

قام عم أدهم بواب العمارة من نومه مفزوعاً من الطرق على باب حجرته ففتح سريعاً فإذا به شقيقه أحمد الذي يعمل زبّالاً، وعم أدهم لمن لا يعرفه يُطلِق عليه البوابون أصدقاؤه لقب رجل المستحيل حيث أنه يجيد استخدام جميع أنواع المقشات والمساحات والمكانس بالإضافة إلى قدرته الهائلة على التنكر بحيث لا يستطيع شقيقه أحمد أن يعرفه ( أحمد ده أحول أساساً ) كما أنه يجيد ستة لغات حية منها الفيومية والبورسعيدية والأسيوطية وبعض العربية، وكل هذا وهو في سنٍ صغيرة مقارنةً بأقرانه (74 سنة ) حيث أن أبوه الحاج صبري عوض الله بدأ في تدريبه وصقل مواهبه منذ أن كان في اللفة على أعمال المسح والكنس بدءاً من مسح الريالة نهايةً بتنظيف فمه بعد الأكل (غالباً بواسطة الماء النازل من أنفه )، ويُرمز له بالرمز (ن–1) النون لأنه نادراً ما يستحم أما ال1 فلأن هذا كان رقم التي شيرت بتاعه في السجن .
المهم قال عم أدهم لشقيقه:
- ايه اللي جابك دلوقتي ياض يا أحمد ؟
فغمغم أحمد قائلاً:
- أبداً أصلي كنت عايزك تساعدني في لم الزبالة اللي مش راضية تتلم دي .
عم أدهم:
- مش راضية تتلم إزاي ؟ تعالى وريهالي كدة وأنا أعلِّمها الأدب .
وبالفعل في خلال ثواني تم لم الزبالة قليلة الأدب التي كانت مستعصية على أحمد حيث أحست أول كومة زبالة بإعصار يقتلعها من مكانها وأحست الثانية بقنبلة تنفجر في بطنها أما الثالثة فقد فقدت ثلاثة من أسنانها الأمامية دفعة واحدة قبل أن تسقط مغشياًعليها .
حدث كل هذا في 3 ثواني فقط حتى أن أحمد الذي كان يهرش في رأسه وقتها لم يلحق استكمال الهرشة حتى يساعد عم أدهم فغمغم قائلاً:
- زبالة بنت كلب .
فردّ عم أدهم:
- مش مشكلة أهو شوية نشاط لجسمي عشان يفكّ ... وبعدين اشمعنى انت كل شوية تغمغم قائلاً ما أنا عايز أغمغم قائلاً أنا كمان .
فزوى أحمد ما بين حاجبيه وقال:
- يا سيدي غمغم قائلاً براحتك المهم أسيبك بأه عشانـ.... ايه ده يا نهار اسود ده المعلم حنفي وقرايبه الأشرار عايزين ال100 جنيه اللي أنا سرقتها منهم .
طبعاً لا داعي لذكر ال4 ثواني القادمة لأنه لم يحدث فيهم شيء حيث دخل عم أدهم الحمام (طبعاً 4 ثواني كفاية عليه أوي في الحمام ) ولكن في اللحظات التالية لخروجه انقلب الموقف حيث انثنى جسد عم أدهم وانفرد وكال لكمة قوية للرجل الذي على يمينه ثم بشماله في وجه الرجل المجاور ثم ارتفعت ساقه اليمنى لتركل رجلاً كان واقفاً في آخر الصف. ولنا أن نتخيل عم أدهم واقفاً على رجل واحدة يركل هذا ويلكم ذاك ثم ارتفعت قدمه الشمال لتركل أقرب رجل إليه 12 ركلة متتالية في وجهه وبطنه وركبتيه. المهم ظل عم أدهم يرفس هكذا حتى أفاق فوجد المعلم حنفي وجميع أقربائه مفترشين الأرض بقالهم ربع ساعة ماعدا المعلمة سونيا جراهام زوجة المعلم حنفي التي أخذت الشومة ووضعتها على رقبة أحمد الذي كان يتفرج كالمذهول وسونيا جراهام لمن لا يعرفها هي عدو عم أحمد اللدود بدايةً من العض والخربشة أيام الطفولة المبكرة، مروراً بإلقاء ماء الغسيل عليه في الشارع وانتهاءاً بتحريض عم حنفي لاسترجاع ال100 جنيه بالقوة .
قالت سونيا لعم أدهم في شماتة:
- أخيراً وقعت يا عم أدهم .
خاف عم أدهم أن تقتل أحمد فأفلت الراجل اللي كان عمّال يعض فيه وهو واقف وقال لها:
- طلباتك ايه يا معلمة سونيا ؟
قالتله:
-اختار بين حياتك وحياة أحمد في كفة أو ال100 جنيه في كفة .
عم أدهم صعب عليه جداً ال100 جنيه وكمان هو بيحب جداً يضحي بنفسه لذا فقد قال لها:
- مفيش 100 جنيه واعملي اللي انت عايزاه .
لذا قامت المعلمة سونيا بتقييد عم أدهم وأحمد بالحبال وربطت في قدم كل منهما صخرة كبيرة وألقتهما في حجرة بلا باب ولا نوافذ ووضعت بجانبهما أنبوبة غاز مفتوحة وكمية كبيرة من الديناميت ثم بعد أن اطمأنت صوبت نحوهما المسدس فصرخ عم أدهم:
- استنيييييييييي
ولكن كلماته ضاعت وسط دوي رصاصات مسدسها و.....



[ انتهى الجزء الأول ويليه الجزء الثاني بإذن الله ]


__________________________________________

الجزء الثاني


سطعت الشمس على صلعة مدير المخدرات وهو ذاهب لزيارة الباشمهندس قدري في المستشفى فتعجّل في سيره حتى دخل المستشفى فأطلق تنهيدة ارتياح وسأل عن حجرة قدري وذهب إليه، وكان اللقاء حاراً حيث قام قدري من فراشه مسرعاً رغم الأربطة التي تغطي جسده بأكمله وأخذ يقفز على ساقه السليمة حيث أن ساقه الأخرى مصابة إصابة بالغة ويبدو عليها النحافة بعكس باقي جسده الذي احتاج إلى سريرين كبيرين حتى يستطيع النوم كما تبدو آثار دخوله الحجرة على جانبي الباب المسكين... ولكن مهلاً هذه ليست البداية بالتأكيد فالبداية ترجع إلى 24 ساعة مضت وبعيداً عن المستشفى كل البعد؛ فالبداية تبدأ باتصال تليفوني من الأستاذ حسام إلى مصلحة التليفونات يشتكي فيه من عدم وجود الحرارة في تليفونه فأرسلوا له قدري أكفأ عامل في المصلحة، وبالفعل أتم العمل على أكمل وجه ولملم عدته واستعد للإنصراف عندما ظهر ذلك السلك....
وحدث ما حدث وتعلقت قدم قدري بالسلك فاختلّ توازنه ليهوي في أحد المناور. حاول قدري أن يمد يده ليمسك السور ولكن بضعة سنتيمترات كانت الفاصل بين التشبث والسقوط.... قدري الآن يسقط من السطح فأعمَل عقله وبسرعة استجابة مدهشة صرخ قدري " الحقوووووووووووني " ثم [ بوم آاااه طاخ طاخ ].
كانت البوم هي صوت سقوط قدري .
والآاااه هي صوت المعلمة سونيا المسكينة التي أدى حظها العاثر كالعادة إلى الوقوف في مكان سقوط قدري تماماً .
أما الطاخ طاخ فهما الرصاصتان اللتان انطلقتا من مسدس المعلمة سونيا كرد فعل طبيعي لهذا الدهس الذي حصل له لتستقرا في ساق قدري ولكن لحسن الحظ لم تصل الرصاصتان إلى العظم ولا إلى حتى اللحم حيث غاصتا في أكوام الدهون في ساقه وأدت الحرارة إلى إذابة بعض الدهون فبدلاً من أن ينزف دماً كان ينزف زيتاً مما أدى إلى أن تكون ساقه أكثر نحافة .
دهش أحمد لهذا التغير المفاجئ (راجع الجزء الأول ) ولكن عم أدهم كان هادئاً محتفظاً بروحه الساخرة وقال لسونيا في تشف: هزمتك كالعادة يا سونيا .
ولكن سونيا كانت عنيدة كعادتها فقالت له من تحت الأنقاض:
- المعلمة سونيا يا كلب .
رفـع عم أدهـم حاجبيـه مندهشـاً حتى كادا يلامسـا شعـره من هذا العناد ففـك وثـاقـه ووثـاق أحمـد وأغلـق الأنبـوبـة وأبـطل مفعول الديناميتوأبعد الصخرتين في حركة واحدة ثم قال لها:
- اعترفي بهزيمتك .
فلانَت وقالت له:
- أنا باحبك يا عم أدهم .
في هذه اللحظة دخلت الحاجة منى توفيق زوجة الأستاذ حسام لتجد هذا الموقف الغرامي فأسرع عم أدهم برسم البلاهة على وجهه وأخذ يقول:
- أنا مين ؟ انتوا مين ؟
فأسرعت الحاجة منى تردح له:
- نعم يا أخويـا، هو انت كل شوية تعملّك عملة وتقولّي فاقـد الذاكرة ؟ لأ ياحبيبي فوق لنفسك دانا الحاجة منى على سن ورمح .
لم يستطع عم أدهم تمالك نفسه أمام هذه البلاغة فاغرورقت عيناه بالدموع وقال:
- دانتي اللي جوه القلب يا منى وأنا كان نفسي اتجوّزك من زمان بس مشاكل الشغل مانعاني .
وساد الصمت ..
٭ ٭ ٭

ارتفع صوت الطرق على باب حجرة مدير المخدرات فرفع رأسه عن الأوراق التي كان يطالعها وقال:
- ادخل يا عم أدهم، عرفتك من ريحتك .
قال الجزء الأخير في سره طبعاً. فدخل عم أدهم قائلاً:
- ما شاء الله على فراستك يافندم .
- ده بعض ما عندكم، المهم كنت عايزك في موضوع، شايف الصورة دي ؟
فقال عم أدهم بذكاء: - دي صورة واحد إسرائيلي، صح ؟
فغضب المدير وقال:
- واحد إسرائيلي إيه يا أدهم ؟ أمّال فين فراستك المعهودة ؟ دي صورة إزازةالدوا اللي أنا عايزه عشان أطوِّل شعري .
- ودي موجودة فين يافندم ؟
- موجودة في مكان واحد في العالم وكل أجهزة المخدرات عايزة توصل لها .
- وإيه المكان ده يافندم ؟
- دي مهمتك بأه يا أدهم تلاقي الدوا وتجيبه قبل فوات الأوان .
- بس دي مهمة مستحيلة سعادتك .
- أمّال احنا اخترناك ليه يا أدهم ؟ وبعدين افتكر إنك بتعمل كل ده من أجلها .
- من أجل إزازة الدوا ؟
- لأ، من أجل مصر .
وخفق قلب البطل ..
٭ ٭ ٭

انطلق عم أدهم بالسيارة وقال للحاجة منى التي كانت تجلس بجواره:
- إزيك يا منى .
ردت:
- الحمد لله، المهم هانعمل إيه في المهمة دي ؟ هانلاقي إزازة الدوا إزاي ؟
- احنا مش هانعمل حاجة هي اللي هاتبدأ بالخطوة الأولى... أهو شوفي فيهعربية ماشية ورانا، أوعي تدّيّري .
- وهانعمل إيه ؟
- مش هانعمل حاجة برضه، احنا في وسط البلد ومش هايعملوا حاجة وبعدينانتي بتسألي كتير كدة ليه؟ افتكري القاعدة الأساسية المعرفة على قدر الحاجة.
وبالفعل ظل عم أدهم منطلقاً بسيارته تتبعه السيارة الأخرى حتى زمجرت السيارة معلنةً رفضها مواصلة السير فنزل عم أدهم ومنى مسرعين وفجأة... نظر عم أدهم إلى نهاية الطريق فوجد صيدلية فقال لمنى:
- أخيراً وجدنا صيدلية .
ولم ينتظر ردها بل وضع طرف جلابيته في فمه وأخذ يجري بأقصى سرعة كأنما تحوّل إلى آلة للعدو حتى وصل إلى الصيدلية وسأل عن الدواء فلم يجد منه إلا إزازة واحدة فاشتراها. في هذا الوقت كانت منى قد وصلت إلى باب الصيدلية ووقفت كأنها تقول للأعداء تعالوا حطوا مسدس على رقبتي وخذوا الإزازة من عم أدهم، وبالفعل سمعها الأعداء ونفذوا ذلك بكل كفاءة، ولكن أدهم استوقفهم وأخذ منهم الإزازة لحظة حتى يودِّعها ثم أخذوها وذهبوا فقالت منى حزينة:
- انتصروا علينا يا عم أدهم .
رد عم أدهم:
- ماتخافيش مانا في اللحظة اللي خدت فيها الإزازة فضِّيتها في إزازة تانية وحطّيتلهم دوا تاني و ... إيه ده ؟! ده أنا ادّيتلهم الإزازة التانية يانهار اسود هانعمل إيه ؟!! مش مشكلة إحنا نودّي الإزازة دي للمدير وماتقوليلوش حاجة .
- ماشي، طب شوف ده دوا إيه .
- آه، ده دوا إمساك، عادي .
٭ ٭ ٭

تهلل وجه مدير المخدرات وهو يهنئ عم أدهم بالنجاح في المهمة وقال:
- مش عارف يا أدهم من غيرك كنت هاعمل إيه، أنا فخور بيك، بعد إذنكثانية واحدة عشان عندي مغص .
قالها وذهب إلى الحمّام تاركاً عم أدهم ينظر إلى منى في حُب ..
حُب القلب ..
قلب الرجل ..
رجل المستحيل ..

[ تمت بحمد الله ]

الأربعاء، 14 يناير 2009

هي جت عليا

لو تخيلنا الموقف التالي ..
أن هناك 100 معتقل يقفون صفا واحدا غير مكبلي الأيدي ولا الأرجل بينما يقف خلفهم عسكري واحد بمسدس ..
ما هي النتيجة الطبيعية لهذا الموقف ؟
بالنسبة للناظر من منظور شمولي فوقي فإن النتيجة المنطقية هي أن يلتفت هؤلاء المعتقلون ويهجموا على العسكري ولن يموت إلا فرد واحد على أقصى تقدير .
هذا منطقيا ..
ولكن واقعيا لن يحدث هذا بل فقط ستجد أن المائة معتقل متوترين في أماكنهم ينظرون إلى بعضهم البعض .
السبب يا عزيزي أن كل فرد من المائة كان يدرك تماما أنه فعلا لو تحرك الكل في وقت واحد لاستطاعوا الفرار .. ولكنه لا يثق في أن أحدا سيتحرك غيره .. ويقول يا أخي لو أن 100 رجل يهزموا العسكري فإن 99 رجلا يهزموه أيضا .
وبهذا المنطق يستطيع العسكري أن يسيطر على المائة رجل .

لو أنك جالس أمام التلفاز ورأيت قرارا حكوميا غير منطقي بشكل صارخ .. كأن يعلن الرئيس مصر دولة مسيحية مثلا أو يصدر قرارا بتعيين ابنه رئيسا أو أي موقف صارخ .. ماذا سيكون رد فعلك ؟
ستندهش .. وتغضب .. وتقول " يا خبر أبيض ده أكيد الناس هيتظاهروا النهاردة "
( أكيد الناس هيتظاهروا ) .. هل ستنزل إلى الشارع ؟ .. بالطبع لا .. أحسن انضرب وبعدين هي يعني جت عليا .

في أمريكا مثلا لو حدث نفس الموقف فإن كل مواطن أمريكي سينزل إلى الشارع .. لماذا ؟ .. لأنه يدرك ويثق تماما أنه سيجد كل أمريكا في الشارع .. هذا هو ما يسمى بالغضب الشعبي الفعال .. بينما عندنا في مصر لا يوجد هذا الغضب الشعبي ولا أي تحرك جماعي .. عندنا فقط ( أكيد الناس هيتظاهروا ) .

اسأل أي أم من المؤمنات بضرورة انقاذ فلسطين بإرسال الجيش المصري ، هل تقبلين أن ترسلي ابنك ؟
انت يا عزيزي هل كنت ستؤمن بفكرة الحرب وتدعو إلى تنفيذها لولا إن انت لسه مدخلتش جيش أو ملكش جيش ؟
انت ياللي مش عاجبك اللي بيحصل في الانتخابات وبتقول إن لازم كل الناس تنتخب عشان ميصوتوش هم بدالك .. هل رحت آخر انتخابات ؟ .. ولا كنت مش فاضي و ( هي جت عليا أنا ) ؟
تكلم أي حد عن المقاطعة تلاقيه مؤيد جدا ولازم ننصر اخواننا في فلسطين وأنا مقاطع طبعا .. لولا بس يعني لما ببقى عطشان جدا بشرب بيبسي .. ولما بخرج مع اصحابي بنروح كنتاكي أو مكدونالدز عشان والله صعب نروح مطاعم تانية .

هي كلمات زي ( أكيد الناس هيتظاهروا ) و ( هي جت عليا أنا ) دول هما اللي مخليينا ملناش أي موقف جماعي ..
وهما اللي مخليين الـ 100 ميغلبوش العسكري !!

الاثنين، 12 يناير 2009

في مصر .. فقط

" نشر ليا هذا المقال في كتاب مولوتوف العدد السادس في معرض الكتاب 2008 "
 
 الفصال عادة مستشرية في الشعب المصري ، يعني لو البيّاع قال لك بـ60 هاتقول له بـ50 ، ولو لقيت نفس الحاجة عند بيّاع تاني وقال لك بـ50 هاتقول له بـ40 عشان كدة تلاقي البيّاعين دلوقتي بيقولولك سعر أعلى من السعر الحقيقي عشان لمّا تفاصل تاخدها بالسعر بتاعها أساساً .
ملحوظة : شعبنا الذكي فطن إلى الحركة دي وبقى يدّي Range واسع للفصال .
 الغريب إن نفس الباشمهندس اللي قعد يفاصل ساعتين عشان خمسة جنيه ، بيدفعهم من غير اعتراض لناس مالهاش لازمة زي منادي السيارات اللي مابيعملش حاجة في الحياة غير إنه طول النهار (( تعالى .. تعالى .. يمين .. أيوة .. باااااس )) .
 لو انت واقف في أي طابور ( في دريم بارك مثلاً ) لازم يطلعلك واحد بيعدي من جنبك بكل براءة ويرسم على وشه الأهميّة وباصص لقدّام خالص وبيقول :
" حاضر يا حسن .. جاي أهو .. بس فيه ناس معطلاني ( اللي هو سعادتك يعني ) "
راجل زي ده مالوش حل غير إنك تبص لقدّام برضه وتقول :
" إيه يا حسن ؟ .. عايزني أنا كمان .. طب ثواني "
 والنبي حد يقول لي فانوس رمضان اللي بيتعلق في البلكونة ده إيه لازمته ، ده أنا أمي دخلت عليّا مرة في أول يوم رمضان وقالت لي :
" انت يابني .. رمضان بدأ قوم شغل الفانوس .. حرام كده "
يا نهار أخضر هو بقى فرض كمان وأنا مش دريان ولا إيه ؟!
 لو انت عند أي مدرس بيسأل تلاقي أوّل ما يبدأ الأسئلة كل العيال تتوِّه ، تلاقي نصُّهم بيجيب القلم اللي وقع عالأرض من ربع ساعة ، واللي بيعدل في الكرسي ، واللي قاعد يحشر سنون في القلم .. لحد ما يخلص أسئلة تلاقي كلّهم بصّوا له مرة واحدة كأن شيئاً لم يكن .
 لو انت في ميكروباص تلاقي فيه ميل نفسي عند الركّاب إنهم يدفعوا الأجرة من أعفن فلوس معاهم وأكترها تقطيعاً عملاً بالحديث الشريف (( حب لأخيك ما تحب لنفسك ))
ملحوظة : لازم كل مرة هاتلاقي واحد بريء بيدفع مجمّد والناس تديله الباقي من الفكة اللي معاهم في شماتة ( حاول مايكونش انت الواحد ده )
 أشهر مسجد في كل محافظة اللي بتلاقي الناس كلها بتصلي فيه مابيبقاش فيه ميزة غير إنه بيبدأ الصلاة آخر واحد وبيخلّص أول واحد !!
 لو سألت حد في الشارع عن مكان أي حاجة هتلاقيه غالباً يفكّر شوية وبعدين يقول لك : " مشّي شوية كده وبعدين اسأل " ( لا والنبي !! )

الأحد، 11 يناير 2009

في البداية

في البداية
أنا مش هقعد أقول إن أنا حسام غانم
وإن أنا طالب طب
وعندي 21 سنة
والكلام الفاضي ده
عشان الكلام ده موجود في البروفايل بتاعي ..
ومش هقول إن أنا هواياتي الكتابة والقراءة وكرة القدم
عشان دي هواية كل الشعب المصري
وكمان مش هيبقى مفيد لو قلت إن أنا بلعب تنس وبنج وبلاي ستيشن وبهبل شوية في السلة والطايرة
وإن أنا بحب أقرا لـ د.أحمد خالد توفيق ود.تامر إبراهيم وبلال فضل
 
طالما مش هقول الكلام ده كله
إذن يمكنك بكل راحة بال
أن تنتقل إلى البوست التالي ..