طلعنا امبارح رحلة ..
طبعا مش هحكي تقرير عن الرحلة زي مواضيع التعبير في المدرسة وأقعد أقول " تجمعنا الساعة 7 في انتظار الأتوبيس وقام المشرف بتنظيم الصفوف وركبنا الأتوبيس في سعادة وأمل في رحلة سعيدة تتوج مجهود عام كامل من التعب والجد في الدراسة ويمحو أثر المش عارف إيه " عشان احنا مش في مدرسة يا جدعان .
رحنا أول حاجة الأهرامات .. نزلنا ومشينا شوية كده وقلنا نروح نركب خيل .. جميل .. ركبنا خيل .. وطلع حظي في حصان من النوع اللطيف يبدو إنه كان مستعجل باين أو حب يرجعني بدري .. قعد يجري - الوغد - طول الطريق وأنا قاعد أشد اللجام ويا حبيبي اهدا وهجيبلك حاجة حلوة .. مفيش فايدة .. بقية الأولاد كانوا بيحقدوا عليا عشان كنت راكب حصان بيجري وأنا كنت بحقد عليهم عشان راكبين احصنة زي الناس .. بس عرفت إن الحصان بتاعي مكانش سيء لهذه الدرجة لما واحد زميلي حصانه وقعه عالأرض وقعد يتمرمغ في الأرض ويعمل حركات عجيبة - أعني الحصان طبعا - وحصان تاني بتاع واحد زميلي اكتشف إن الوقت بتاع ركوبه هو الوقت المناسب للتبول .. دفعت في الموضوع ده 15 جنيه .. وأنا مش زعلان عالفلوس بقدر ما أنا معجب بالراجل اللي بيأجر الاحصنة دي .. الراجل قال لنا تاخدوا الرحلة الكبيرة اللي بعشرين ولا الصغيرة اللي بعشرة .. قلناله الصغيرة .. قال ماشي .. وركبنا الخيل .. بعد ما ركبنا جه وقال لنا نحاسبه دلوقتي عشان هو هيرجع .. حاسبناه .. قعد يقنعنا إننا ناخد الكبيرة وإزاي إنها هنلف فيها براحتنا وهنطلع الصحرا ثم بعبقرية " ها هتاخدوا الكبيرة زي زمايلكوا ولا هتاخدوا الصغيرررة " وهو تكنيك عبقري يشعرك بالضآلة ويخليك متتكلمش .. أتذكر أنا مرة بعد ما حلقت عند الحلاق اديته عشرة جنيه فكان معايا زميلي استكتر المبلغ وقعدنا نسأله عن سعر الحلاقة ولو عمل ايه يبقى بكام وكده .. رد علينا " إن ده رزق والزبون هو اللي بيقدّر وإنه مبيتكلمش في السعر غير لو الزبون دافع أقل من المطلوب .. يعني مثلا لو جه زبون عملتله شغل في شعره بـ50 جنيه ودفعلي 25 فهقول له إن ده قليّل" .. شفت المثال 50 جنيه وإداله 25 .. إذن عليك انت أن تصغي وتصمت أيها الضئيل ياللي بتتكلم في اتنين تلاتة جنيه .. يالعبقرية هؤلاء الرجال !!
المهم خدنا الكبيرة بعد ما حسبهالنا بـ15 ورجع الراجل ومشينا شوية ولقينا الواد بيقول لنا نرجع .. سألناه أمال الناس اللي هناك دي ايه مش احنا واخدين الكبيرة ؟ قال دول دافعين 30 جنيه يا عم وراح مرجّعنا ..
سمّه نصب كما شئت .. ولكني لا أستطيع أن أخفي اعجابي وانبهاري .. ده راجل خد مننا 90 جنيه في ربع ساعة من غير ما يبذل أي جهد .. شغل دماعه بس
في حاجة كمان عجبتني في المنطقة عاملين للسياح حفرة كده عشان يرموا فيها فلوس ويبدو أن هناك من يقنعهم بأن هذا قربان للإله رع أو سبيل لحلول بركة الإله آمون .. وطبعا حاطين أسياخ حديد بالعرض فوق الحفرة عشان محدش من الأوغاد ينزل ياخد الفلوس .. الفلوس دي طبعا للإله رع الحقيقي اللي بيلمها آخر اليوم
دول ناس عرفوا إزاي يشغلوا دماغهم صح .. بص للراجل بتاع الأحصنة ده وبص للراجل البائس اللي عنده حصان هنا تأجره منه بخمسة جنيه باين وبيجيله زبونين في اليوم ولتبدي انبهارك وإعجابك معي بالرجل الأول
بعد كده رحنا معرض الكتاب .. كان الوقت ضيق فكنا بنتحرك بسرعة وبنروح على دور معينة بس .. جبت رواية اسمها عزازيل ودي كنت سامع عنها خير قبل ما أروح .. وكذا كتاب مقالات لأحمد رجب ومحمود السعدني وتامر أحمد ومحمد هشام .. وشوية كتب من سور الأزبكية
محمد هشام كان عامل حفل توقيع فمضيت منه كتابه اللي اشتريته وكتب لي ( العزيز حسام غانم خالص تقديري ويارب لا تكون ممن لديهم الحالة ميم ) الحالة ميم هو اسم الكتاب طبعا .. وكان فيه حفل توقيع تاني في دار الشروق للكاتب أسامة غريب .. فكرت إيه السر في موضوع حفلات التوقيع ده ؟ وإيه سر فرحة الواحد لما يتمضى كتابه ؟
سر الفرحة طبعا مش إنه معجب بإمضاء الكاتب على كتابه ولا إنه سعيد إن الكاتب بيقول له " مع تحياتي " أو " خالص تقديري " .. لأ .. هو سعيد لأنه سيكون معه كتابا موقعا من الكاتب يريه لأصدقائه .. إنها ثقافة التفاخر .. لماذا يا صديقي تهرع لالتقاط الصور مع تلك السائحة الشقراء ؟ .. بل لماذا (تتصور) أصلا ؟ .. هل السبب كله كي تجمع ذكرياتك الجميلة في ألبوم، أم أن هناك جزءا من التفاخر وشوف أنا سافرت هنا وهنا واتصورت مع ده وده .. من طراز أنا أكثر منك مالا وأعز نفرا
بعد كده رحنا ملاهي سندباد ولعبنا شوية .. وبعدها طلعنا رحلة نيلية و..
" صعد الطلاب الأتوبيس في سعادة شاعرين بعظمة التاريخ الفرعوني العريق سعداء بما اشتروه من كتب تنمي علمهم وتثري ثقافتهم "